Admin Admin
عدد المساهمات : 132 تاريخ التسجيل : 23/05/2011
| موضوع: نظريات علم الاجتماع وعلم النفس لللجريمة الخميس يونيو 16, 2011 5:57 am | |
| نظريات علم الاجتماع الجريمة مقدمة دراسة الامتثال والانحراف أساسية في علم الاجتماع لأنها تكشف كيفية تفاعل الأفراد مع الضوابط والقيود الاجتماعية. يتناول هذا الفصل كيفية دراسة علم الاجتماع للانحراف كما أنه يعرّف العديد من مفاهيم الانحراف والضبط الاجتماعي. بعد ذلك يعرض الفصل النظريات البيولوجية والنفسية حول الجريمة والانحراف، ثم يتبعها بالنظريات التي ساهم بها علماء الاجتماع. ثم نناقش الجريمة والطرق التي تقاس بها وكذلك أنواع الجرائم والمجرمين. بعد ذلك ينظر الفصل في موضوع السجون والوسائل المغايرة لمنع الجريمة والمعاقبة عليها. في الختام يناقش الفصل الجريمة والانحراف في النظام الاجتماعي. دراسة السلوك المنحرف الانحراف مصطلح يشير إلى عدم الامتثال إلى قاعدة معينة أو حزمة من القواعد التي يقبلها معظم أفراد المجتمع. وما يعتبر انحرافاً يمكن أن يتغير من زمان لآخر ومكان لآخر. الجريمة هي انتهاك القوانين وخرقها، وتدل القوانين على القواعد التي عرّفت وحددت بواسطة الحكومات. ترى نظرية الضبط الاجتماعي أن الأفراد يتعلمون الالتزام بالقواعد الاجتماعية من خلال تفاعلهم مع الأفراد الذين يطيعون القوانين. يقر المجتمع مجموعة من الجزاءات ويقوم بتطبيقها لتعزيز القواعد والمعايير الاجتماعية. ويمكن أن تكون الجزاءات سلبية أو إيجابية كما يمكن أن تكون رسمية أو غير رسمية. النظريات البيولوجية والنفسية عن الجريمة والانحراف * النظريات البيولوجية تحاول النظريات البيولوجية تحديد صفات الناس التي تجعلهم ميالين لحياة الجريمة. يرى عالم الإجرام الإيطالي سيزر لمبروزو أن معظم المجرمين منحلون وقاصرون بيولوجياً. الأفراد ذوو التكوين الجسماني العضلي النشيط أقرب احتمالاً لإن ينحرفوا مقارنة مع أصحاب التكوين الجسماني الرفيع. وقد ظلت النظريات البيولوجية عرضة لانتقادات واسعة. * النظريات النفسية تربط النظريات النفسية الجريمة بأنماط معينة للشخصية. ويرى البعض أن قلة من الأفراد تنمو فيهم أنماط من الشخصيات لا أخلاقية ومضطربة عقلياً تتميز بالعزلة والانطواء وانعدام العواطف والابتهاج بالعنف. لكن أفضل ما يمكن أن تقوم به النظريات النفسية عن الجريمة هو توضيح بعض وليس كل جوانبها. أهم الانتقادات التي وجهت إلى النظريات النفسية هو أن الأفراد المضطربون عقلياً ليس بالضرورة أن يكونوا منحرفين. الجريمة والمجتمع: النظريات الاجتماعية تنظر النظريات الاجتماعية إلى الجريمة من خلال الارتباط بين الامتثال والانحراف في أطر اجتماعية مختلفة. العوامل والأطر الاجتماعية مثل الثروة، السلطة، السلالة، الإثنية والنوع تعمل على تشكيل تعريف الانحراف وتحديده. النظريات الاجتماعية الأساسية: * نظرية الاختلاط التفاضلي لادوين سذرلاند: ترى أن الأفراد يصبحون جانحين من خلال اختلاطهم مع أفراد حاملين للقيم الإجرامية. في مناطق الثقافات الفرعية، تشجع بعض البيئات السلوك غير القانوني بينما لا تشجعه بيئات أخرى. الأنشطة الإجرامية يتم تعلمها بنفس الطريقة التي يتعلم بها تلك الأنشطة المطيعة للقانون وهى موجهة بصورة عامة نحو نفس الاحتياجات والقيم. * نظرية اللامعيارية: من أبرز إسهامات عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم، وتعنى انعدام قواعد ومعايير السلوك الواضحة. قام روبرت ميرتون بتعديلها لتشير إلى التوتر الذي يوضع على سلوك الفرد عندما تتناقض القواعد الاجتماعية (أن تصير غنياً مثلاً) مع الواقع الاجتماعي (كون أنك فقيراً). حدد ميرتون خمسة أنواع من ردود الفعل نحو هذا التناقض هي: الامتثال، الاختراع، الطقوسية، الانسحاب والثورة. * نظرية الوصم: واحدة من أهم النظريات في فهم الإجرام أوجدهاهوارد بيكر.ترى النظرية أنه لا يوجد فعل منحرف وآخر طبيعي وإنما يحدد الناس الذين هم في مواقع القوة والسلطة ماهو منحرف وما هو غير ذلك. عندما يوصم الشخص بأنه منحرف بعد انحراف أولي، فإنهسيقبل الوصمة، وهو ما سيقود إلى انحراف ثانوي. * النظريات التفاعلية: تركز النظريات التفاعلية على الانحراف كظاهرة تنشأ اجتماعياً.يتساءل التفاعليون عن الطريق التي يعرّف بها سلوك ما كسلوك منحرف، ولماذا أن جماعات بعينها وليس كل جماعات المجتمع هي التي توصم بالانحراف. ترى نظرية "النوافذ المهشمة" مثلاً، أن أي علامة صغيرة عن الفوضى والاضطراب الاجتماعي ستشجع جرائم أخرى أكثر خطورة. * نظرية علم الإجرام الحديث: عبارة عن تحليل للانحراف والجريمة في إطار بنية المجتمع ومحاولات الاحتفاظبالسلطة من قبل الطبقات الحاكمة. النظرية النفسية المفسرة للجريمةإن الاتجاه السيكولوجي في فهم الظاهرة الإجرامية كان من خلال التقدم الذي أحرزه علم النفس و خصوصا الخطوات التي خطتها مدرسة التحليل النفسي و تقنيات أبحاثها ، فكانت هناك دراسات رائدة مركزة على الشعور و اللاشعور و الكبت الناتج عن وجود صراع نفسي، وقد اعتبرت الجريمة تعبير عن طاقة غريزية كامنة في اللاشعور تبحث عن مخرج وهي غير مقبولة اجتماعيا، ومن هنا يمكننا القول أن النظرية النفسية لم تعطي للفعل الإجرامي أهمية كبرى بل كانت تعطيه قيمة رمزية و قيمة عرضية وحسبها أن هذا السلوك هو التعبير المباشر عن الحاجات الغريزية و التعبير الرمزي عن الرغبات المكبوتة ، أو هو نتاج عن أنا غير متكيف بين متطلبات الأنا الأعلى و الهو . فالبحث في موضوع الجريمة من ضوء التفسير السيكولوجي أصبح من اختصاص علم جديد يعرف بعلم النفس الجنائي La Psychologie Criminelle الذي يبحث في العوامل النفسية للجريمة من خلال مختلف الاتجاهات المختلفة المنتمية للمدرسة النفسية .في هذا الصدد نجد أبحاثا ودراسات و اتجاهات مختلفة منحاها النظرية النفسية وتفسر الجريمة وفق رؤى نفسية مختلفة ومن من هذه الاتجاهات نجد:- الاتجاه الفرويدي : يرى فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي و أنصاره أن المجرم شخص لم يتمكن من التحكم كفاية في نزواته أو لم يتمكن من التسامي بها في سلوكات مقبولة اجتماعيا فالسلوك الإجرامي حسب فرويد هو التعبير المباشر عن الحاجات الغريزية و التعبير الرمزي عن الرغبات المكبوتة ، أو هو نتاج لأنا غير متكيف بسبب تمزق هذا الأخير بين متطلبات الهو المتناقضة و الأنا الأعلى . كما يؤكد أيضا أن سيكولوجية المجرم تتوفر على سمتين أساسيتين هما : اندفاعية محطمة كبيرة و أنانية غير موجودة إلى جانب عقدة أوديب التي تفسر الإجرام في شكلين من أخطر أشكاله:زنا المحارم : وهو تعدي جنسي غير قانوني يرتكبه ولي أو بديله على طفله ، ومن وجهة النظر الأنثروبولوجية كل المجتمعات تحرم حالات زواج الأقارب و يعد كلود ليفي ستروس من أهم العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة و توصل إلى أن كل المجتمعات المعروفة تتوفر على قاعدة سارية تحرم على الرجل اتخاذ بعض النساء كأزواج .قتل الولي:حيث يفسر بعض أنواع الأخرى من الإجرام أين يقتل الطفل أباه و قد يكون القتل رمزيافالشعور بالذنب و عقدة أوديب حسب فرويد من أهم الدوافع نحو ارتكاب الجريمة و الإحساس يسبقها و ليس كما يعتقد أنه يتبعها ، فحسبه الشاعر بالذنب يبحث عن العقاب عن طريق الإجرام و هذا ما يعرف بالعقاب الذاتي .- اتجاه الإحساس بالنقص لآدلر : وضعها آدلر (1870-1937) حيث يقوم نسقه النظري على الشعور بالنقص و الصراع من أجل التفوق ، و في مجال الجريمة فإن عقدة النقص قد تؤدي إلى ارتكاب الجريمة ، لأن هذه العقدة هي أحسن الوسائل لجلب الانتباه و ليصبح مركز اهتمام فيعوض الإحساس باقتراف الجريمة وفي هذا الصدد يوجد اتجاه آخر هو اتجاه الإحساس بالظلم لدو قراف و دي تيلو : حيث لفت دوقراف (1950) الانتباه إلى دور الإحساس بالظلم في نشوء الإجرام حيث لاحظ دوقراف حساسية مفرطة للظلم عند بعض المنحرفين المنتكسين وهذه الحساسية تدل على حرمان عاطفي شبه كلي .- اتجاه الإحساس بالإحباط لدولاردو (1939) وغيره : ينطلق أنصار هذا الاتجاه من فكرة مفادها أن الإحباط يؤدي إلى العدوان و هذا الأخير يؤدي إلى الإحباط وهكذا تكون الدورة مغلقة ، و يعتقد أنصارها ان النسبة العالية من الإجرام في الجماعات الفقيرة و ازدياد ارتفاع الإجرام في اللحظات الحرجة يفسران برد الفعل عن الإحباط . وجدير بالذكر أن هذه الاتجاه يرجع كثيرا إلى الطبيعة الإنسانية عند تفسيره للظواهر الإنسانية المختلفة ومـن هنا أخذ اسم النظرية الإنسانية . فالإجرام حسب هذه النظرية ناتج عن ردود أفعال تجاه الإحباطات بسبب التعلم الاجتماعي ، هذه الإحباطات مفروضة علينا من طرف أشخاص آخرين لا يريدوننا أن نطور كل قدراتنا . وقد تحدث فـي مليجرام (1974)Milligrammesمن نوعين مـن الضغوطات الاجتماعية التي تجـبر الناس على ممارسة الإجرام :- ضغط اجتماعي من موقع السلطة (تنفيذ أوامر سلطوية ).- ضغط من خارج السلطة يصدر عن الأقران و المعارف وحتى عن مجموع الناس العاديين .وفي بحثها عن الأسباب التي تجعل الفرد مجرما أو عدوانيا تجاه الآخرين ، ترى هذه النظرية أنه لما يكون الناس أحرارا في اختيار مسار حياتهم والتعبير عن انفعالاتهم فإنهم لا يختارون الإجرام .- اتجاه الكائن ابشري معدوم الأنا الأعلى لـ إشهورنAICHHORN: كان رائد إعادة تربية المنحرفين ، وقد حاول تفسير الإجرام بالرجوع إلى سن الطفولة وتمكن رفقة علماء آخرين بتمييز أربع أنواع من المجرمين : النمط العصابي ، الذين يجرمون تحت ضغط سيرورات عضوية محطمة وسامة كالمدمنين ، و المجرمين الأسوياء غير العصابيين كالمتسولين ، و المجرمون الحقيقيين معدومي الأنا الأعلى . وذهب بولبييBoulby إلى حد اعتبار أن نقص العاطفة الأبوية تجاه الأطفال أو مواقف صارمة ضدهم بسبب أنا أعلى قاس لدى الأولياء من شأنه أن يؤدي إلى صراعات وأحاسيس يحاول الشخص إشباعها عن طريق وضعيات تجعل منه موضوع العقاب .- اتجاه انعدام الشعور للجماعة لمايو Mailloux : يرى مايو أن كل جريمة تشكل جرح مقصود للآخرين لأجل مصلحة شخصية ، فالمجرمين هم أفراد تكون عندهم المصلحة الجماعية و المشاعر للجماعة معتمدان أو غير متطوران ، وهو راجع إلى أخطاء في التنشئة الاجتماعية ، لذلك يقترح أصحاب هذا الاتجاه للوقاية من الإجرام تطوير القدرة الفطرية عند الطفل للإحساس بالجماعة. فحسب مايو (1962) الصراع في أن يكون الفرد خاضعا أو متمردا على المجتمع يلعب دورا في النمو النفسي اجتماعيا يماثل ما يلعبه الصراع الأوديبي في النمو النفسي الجنسي ، و يحل هذاالصراع إيجابيا أو سلبيا بالمكانة التي يأخذها الفرد داخل المجتمع ، فالفرد إما أن يقبل أن يقدم خدماته لمجتمعه أو أن يحس بالاستلاب فيقاومه . وعلى الرغم من التطور الكبير الذي أحرزته البحوث النفسية في هذا المجال إلا أن تفسيراتها للجريمة ظل تفسيرا جزئيا غير متكامل ، أضف إلى ذلك كون علماء النفس كثيرا ما يعمدون عندتفسيرهم الظواهر إلى الاتكال على مرضاهم وتعميم نتائج هؤلاء المرضى على الأسوياء ، ففي ربطهم الأعراض المرضية بالسلوك الإجرامي وجهت لهم انتقادات حادة مؤداها عدم وجود صلة حتمية بين الخلل النفسي و الجريمة ، فكثيرا ما يكون الشخص مريضا نفسيا ؛ لكنه لا يرتكب أي فعل إجرامي ، إضافة إلى كون ما أتت به مدرسة التحليل النفسي غير مبني على العلمية . | |
|