الزواج
الأبيض بالمغرب
يلجأ بعض الشباب المغربي إلى ما يسمى بالزواج الأبيض، رغبة منهم في العبور إلى بلدان أوروبا وأمريكا، حيث يعتقدون أن الحياة ستبتسم لهم هناك أفضل مما كانوا عليه في بلدهم.
ويعمل هؤلاء الشباب على إيجاد شريك حياة "صوري"، فيتم العقد بين الطرفين مع الاتفاق على مبلغ مالي يسلمه الأول للثاني ليتم الطلاق بعد الحصول على وثائق الإقامة في ديار الغربة.
والزواج
الأبيض ليس في الواقع سوى سوادا في سواد، يخلق كثيرا من الإشكالات الشرعية والاجتماعية والقانونية تنيخ بكلكلها الهائل على الشباب والمجتمع الذي يحتضنه
إشكالات اجتماعية
من المشاكل الاجتماعية الكثيرة التي تحدث بسبب
الزواج الأبيض ما حدث لشاب مغربي أنهكه البحث عن عمل كريم، وهو الحاصل على شهادة جامعية عليا، فقرر أن يتزوج "شكليا" بفتاة مغربية أخرى تشتغل وتقيم في بلجيكا، فما كان منه إلا أن اقترض المال من هنا وهناك، حتى استطاع الإيفاء بالمبلغ الذي طلبته الفتاة. حصل الشاب ذو الثلاثين ربيعا على أوراق الإقامة في البلد الأوروبي، غير أنه لم يجد شغلا طيلة أشهر عديدة، فقرر العودة لبلاده نادما على ما اقترفه، فلا هو تزوج زواجا عاديا وشرعيا، ولا هو حقق مراده من السفر إلى بلجيكا حيث ظل عاطلا هناك وعالة على زوجته التي تخلصت منه فور حصوله على حجية إقامته قانونيا ببلجيكا. والمسكين ما يزال يدفع أقساطا مالية ليرد الديْن الذي في عنقه.
ـ وتحكي شابة مغربية أخرى قصتها مع
الزواج الأبيض بمرارة كبيرة، حيث إنها هروبا من حياتها القاسية في البادية قررت أن يكون "الزواج الأبيض" ورقة عبور نحو إيطاليا لتشتغل هناك وتبني مستقبلا طالما حلمت به منذ صغرها، غير أن أحلامها اصطدمت بصلابة الواقع الذي أدى بها من خلال زواج "أبيض" مع شاب مغربي يقيم بإيطاليا مقابل آلاف الدراهم، إلى أن يتراجع الشاب عن طلاقها، فبدأت حياة مع رجل لا تعرف عنه شيئا، واكتشفت أنه لا يصلح للزواج، لا "
الأبيض ولا غيره". ولم تتجرأ على طرح مشكلتها أمام القضاء خوفا من الفضيحة بعد رجوعها إلى المغرب، وما تزال تتجرع هذه المرأة آلام زواج سموه زورا زواجا أبيض.ويؤكد أخصائيو القانون
[url=http://www.3iny3ink.com/forum/t142497.html]بالمغرب [/url]أنه من الصعب ضبط حالات
الزواج الأبيض إلا حين حدوث حواجز وعوائق تحول دون تحققه، لأنه زواج يخضع لنفس الشروط التي يخضع لها أي زواج عادي.
ومن جانب آخر، "صارت الدول التي تتم إليها "الهجرة" تدرك حيثيات هذا النوع من الزواج، مما حدا بها إلى سن قانون لا يوافق على الالتحاق الزوجي إلا بعد مرور سنة على الأقل من عقد الزواج، الشيء الذي يحد فعليا من تحقيق الأهداف الآنية وراء
الزواج الأبيض".
الزواج الأبيض..هجرة سرية
ويعتبر خالد الكيراوي، باحث في علم الاجتماع، أن العوامل الاجتماعية التي تتمثل في تفكك بعض القيم المرتبطة بالزواج كقيمة إنسانية (الثقة، الحب والانسجام العاطفي) تؤدي إلى تعويضه بمفاهيم تجعل من المال والربح أساسا لأي ارتباط بين الجنسين. بالإضافة إلى انعدام التوازن لدى العديد من الشباب المقبل على مثل هذا
الزواج من جراء الوثيرة السريعة التي يفرز بها المجتمع مشاكله وسلوكياته، التي تجعل من الصعب على الشباب تفهم وتقدير ما يدور حولهم بشكل متزن