في زمن يصفه المراقبون السياسيون والاجتماعيون بأنه زمن الانفتاح والحريات والتوجه نحو الديمقراطيات , حتى الان لا اعرف ما هو المقياس الذي قاس به هؤلاء المراقبون انفتاح العصر والى أي اتجاه كان الانفتاح ؟ هذا الانفتاح الذي يبدو ابر مظاهره الفضائيات الراسمالية التجارية والدينية واندماج الشركات واضيفت اليه صفة ليست بجديدة لكنها تطورت مع عصر الانفتاح وصارت سمة العصر انها الدعارة والتجارة بالنساء.
هذه الظاهرة ليست بجديدة في المجتمعات الانسانية بل ويعتبرها المؤرخون اقدم مهنة في التاريخ , لكن اليوم يتم الترويج لها بطرق اكثر ابداعية من خلال انتشار الوسائل الراسمالية كالفضائيات التي تعد من اروق المروجين للدعارة عبر الخطوط الساخنة والاعلانات التي تروج للجسد كالمروج لقطعة صابون .
هكذا الجسد الانثوي صار بعيون البعص كانه سلعة في عصر الانفتاح والحرية , فأي حرية يمكن ان تحققها الدعارة للمرأة , وهل اعطاء المرأة الحرية للاتجار بجسدها هو من مظاهر الانفتاح ؟ ان ابرز مروجي تجارة الرقيق الابيض هي شركاء رأسمالية كبرى , وليس شرطا ان يروج لجسد المرأة بحذ ذاته هو الدعارة انما استخدام المرأة وجسدها في الترويج لبعض السلع التجارية وبعض الاغاني التي نشاهدها يوميا على فضائياتنا هي اكبر انواع التجارة بالرقيق الابيض .
ان ما تنتجه الفضائيات والشركات الرأسمالية الكبرى مثل شركة روتانا الفنية من اجساد ينطلق منها صوت هو تجارة بأجساد بحد ذاته فمثل هذه القناه وغيرها من القنوات الفضائية العربية والاجنية المتخصصة بالاغاني والاعلانات التجارية تروج لجمع اكبر شعبية لنفسها عبر تسويق النساء في الاغاني والاعلانات التجارية. ان الانتاج الرأسمالي الجديد هذا هو انفتاح حقيقي للعالم على الراسمالية بوجهها الحقيقي , الوجه القذر الذي لا يرى في الانسان سوى سلعة قابلة للتجارة , اذن فهذا الانفتاح هو مجرد انفتاح راسمالي ليس اكثر .
في دولنا او بالاصح دويلاتنا العربية انتشرت اوكار الدعارة العادية في كل مكان، وأصبحت تجارة الجنس مهنة يتباه بها البعض ويتستر بها البعض الأخر تحت عناوين مختلفة خاصة عندما تمارسها فئة اجتماعية طارئة على المجتمع، ففي سنوات قليلة، أصبح هناك مليارات الدولارات الامريكية مرابح هذه الفئة التي تتاجر بالانسان وهي تستثمر في الأجساد وتضاعف ثرواتها وتمدد في علاقاتها وتوسع نفوذها على حساب فئات اجتماعية وجدت نفسها فريسة سهلة أمام مخالب هؤلاء التي لا ترحم خاصة هؤلاء التي لا ترحم خاصة المراهقات الجامعيات مطلقات وفتيات العوائل التي لا يجد رب الاسرة اعالة حقيقية لاعالة الاسرة فتخرج الفتاه لاي مجال حتى الدعارة لتساعد رب العائلة.
ما الذي يساعد على قيام مثل هؤلاء الفتيات لان ين فريسة سهلة بايدي هذه الفئات الرأسمالية الشاذة للتجارة فيها ؟ ان السبب الحقيقي يكمن اولا في قلة الوعي الاجتماعي وبعض المتوارثات الدينية وبعض العادات والتقاليد في بعض المجتمعات , فمثلا في بعض المجتمعات التي اكتسبت معظم عاداتها وتقاليدها من الاسلام والتي تسمى مجتمعات اسلامية تجد فيها العادة على تحريم تحديد النسل وتجد محاربة شديدة من رجال الدين بمقومات عدة مثل احاديث يتناقلها البعض عن تحريم تحديد النسل في الاسلام و (تكاثروا كي اتباهى بكم بين الامم يوم القيامة)**(حديث نبوي) وغيرها الكثير من العادات المتوارثة فترهق اطار العائلة وتضخمها فتكون المشكلة في اساسها ديمغرافية ترهق رب الاسرة وتجعله عاجزا عن تلبية متطلبات الاسرة لكبر عددها , ايضا يمكن ان يعزى السبب لبعض العادات الذكرية السارية في بعض المجتمعات التي ترى الانثى دوما شيئ استثنائي والذكر هو الوريث الشرعي لشرف العائلة واسمها فتبدأ هذه العائلات في التسابق والانجاب المجنون غير المحدد لانجاب وريث العائلة فيكون ما سبقه من اناث حالة استثنائية ليس لها وجود ,مثل هذه الاسباب وغيرها الكثير كما في المجتمعات الغربية التي قد تخرج ابنائها عن نطاق الاسرة بعد بلوغ سن معينة يكون فيها الابناء في مرحلة مراهقة فيجعل منهم اسهل الوسائل للوقوع بشباك الدعارة .
إطارات عدة بحاجة للمزيد من البحث والتقصي في اسباب هذه الافة الاجتماعية وما جلبته لنا من دمار في بنية المجتمعات وما خلفته من اطفال الشوارع الذين لا تتوانى حكوماتهم الرأسمالية عن اسقاطها في الشوارع وعدم النظر الى برنامج جاد حتى لاحتوائهم حتى غدوا ظاهرة اجتماعية تجدها في اكثر الدول العالمية تقدما كالولايات المتحدة الامريكية , بالاضافة الى الامراض القاتلة كالايدز والزهري والسفلس الناتجة عن تراكمات الدعارة في الجسد البشري .
** اذا ما الحل ؟
ما هو البرنامج الذي تحاول الدول العالمية وضعه لعمل جاد غير الاعلانات الورقية كالاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي تنتهكه الدول الموقعة عليه بكل بساطة لعدم وجود نظام جزائي لمخالفيه ؟ ان البرنامج الحقيقي يكمن اولا في الانسان نفسه في كيفيه تنشئه اسرته ووعيه على قدرته على اطفاله واسرته والتغلب على بعض العادات والتقاليد الخارفة التي اوصلت هذه المجتمعات لهذا الحد.
من بعده يأتي دور الحكومات التي يجب ان تضع قوانين اكثر صرامه اتجاه مثل هذه الحالات من الانتهازية الانسانية تجاه تجارة الرقيق الابيض من ناحية ومن ناحية اخرى وضع برنامج اكثر وعيا وبرامج جزائية لوقف الدعارة الفنية على شاشات الفضائيات التي تعرض كل يوم وتدخل كل بيت وارى مثالا رائعا للذكر ما قد ذكره هربرت شللر في كتابه المتلاعبون بالعقول حيث يقول : ولا يردع صناع الإعلان أي رادع أخلاقي أو إنساني فهم يسعوا إلى جذب الجماهير من خلال مشاهد للعنف أو باللعب على الحس الجنسي لدى العامة من الجماهير مثل أن تظهر فتاة في ما دون العشرين من العمر وهي تمسك بقلم أحمر شفاه ثم تنفرج الشفتان بإثارة مفضوحة وتغمض العينين لتفوح بعض ذلك بصوت جنسي شره، ويقول الإعلان بأن الثمن فقط عدة دولارات ولكن من أين تأتي الفتيات بالدولارات في مجتمعات نامية مرهقة؟! وهل يكفي مرتب فتاة عاملة لاقتناء أحمر الشفاه.. هذا ناهيك عن الإثارة في الملبس والمأكل والمسكن الفاخر؟!.)
ان مثل هذه الاعلانات تخلق لدى الفتاه المراهقة في المجتمعات النامية نزعة طبقية وحقد على طبقات المجتمع مما يؤدي بها للخروج الى الشارع للبحث عن أي الوسائل المتاحة بغض النظر عن نوعها للحصول على مثل هذه السلع الرأسمالية الكمالية التي يتم تصويرها على انها ضروريات الحياه في مجتمعات تكون في الفتيات اكثر الفرائس سهولة للوقوع بايدي رؤساء هذه العصابات المتاجرة بالرقيق الابيض , مثل هؤلاء الفتيات اللواتي تدفعهن البطالة والظروف الاجتماعية الصعبة والرغبة في تحقيق أحلامهن إلى الوقوع في دوامة الانحراف والفساد والغريب في الأمر، أننا نسمع يوميا عن غلق الشركات وحل المؤسسات وطرد ألاف العمال وفي نفس الوقت نشاهد افتتاح بيوت اللهو والملاهي والتجمعات الترفيهية في غياب السلطات المكلفة بحماية المجتمع والصمت الرهيب الذي تمارسه المؤسسات الدينية وكأن الأمر لا يعنيه والغريب أن صمت الجميع لا يمكن أن يكون إلا تواطؤ صريح ومساندة غير معلنة للفساد الذي يحطم قدرات المجتمع ومستقبله فماذا يبقى من المستقبل إذا تحطمت الأجيال الصاعدة وهل الانفتاح واقتصاد السوق يعني الاستثمار في الأجساد ولماذا لم ينجح الاستثمار إلا في الملاهي وبيوت اللهو والأكيد أن الأمر يهدد الأمن العام والمصالح العليا للبلاد دون أن تتحرك السلطة لحمايته.
فماذا يبقي لها بعد ذلك؟ بعد صعوبة مسكنا بأول الخيط من خلال بعض العارفين بخبايا الأمور والبداية ببعض قاعات الشاي أسعارها غالية وطرازها أنيق والمخصصة للمواعيد ولقاءات الاتفاقيات والتعارف، تتردد عليها فتيات في عمر الزهور في آخر طراز لموديلات الألبسة وأرقى الحلي الذهبية والهواتف النقالة ظنا من هؤلاء المراهقين ان هذه هي الحياة الاجتماعية المنفتحة على العالم .
ان اصحاب هذه المهن موجودن على ابواب بيوتنا في كل المجتمعات ولا رادع لهم ولا شيئ يمكن ان يوقف شبابنا من كلا الجنسين من الوقوع في الفخاخ التي ينصبها لهم بكل حنكة ودقة هؤلاء المتاجرون باجساد ابنائنا على مرأى من عيون الحكومات الانظمة .
ان المليارات التي يجنيها البعض من خلال التفنن في هذه التجارة والافة الاجتماعية والانسانية من خلال تطور المفاهيم التي تزين هذه التجارة وفتح الابواب بمصراعيها في هذه المتاجر للتجارة بالاجساد واستخدامها كوسيلة من بعض الشركات والمصانع وأصحاب العمل، والبعض الاخر سقط ضحية البطالة فكان واجب عليه التعامل مع بعض هذه الافات التي تنتشر في المجتمعات وصارت جزءا منها اضرت بعض الناس العاديين هم مجرد موظفين يمثلون أصحاب العمل الحقيقيين الذين لا يعرفهم احد في بعض المجتمعات والبعض الاخر يكونون مكشوفين علانية، وعن مصير السلع التي تروج عن طريق الدعارة فيكون كما يقول البعض انها إلى دكاكين هي ملك لأصحاب العمل أرباب العمل، فهم من خلال هؤلاء الناس البسطاء يحققون هدفين، الأول تجارة محلاتهم التي تدر عليهم أرباحا طائلة من خلال الأسعار الخيالية للسلع التي تجلبها من الخارج والثاني من خلال ما يتقاضونه الدعارة، وتكون مهمة الموظف العادي هي بإقامة علاقات وتبليغ رسالة وتسهيل الاتصالات مع أطراف أجنبية تجارية واقتصادية أو ترويج سلعة معنية وغيرها من المهام التي أحيانا لا نعرف أهدافها بالضبط وتتحكم في تحديد ذلك المستويات العلمية الشهادة ومعرفة اللغات، والسن والجمال.
وعن دور السلطات المحلية في الدول : إن أرباب العمل يضمنون الحماية من خلال نفوذهم وعلاقاتهم إضافة إلى أن السفر يتم بمبررات سياحية، وكل الإجراءات يقوم بها هؤلاء وهم يتكفلون بكل شيء حتى بالمصاريف حتى أن بعض هؤلاء الموظفين البسطاء العالمين في هذه الشكرات يقومون بعمليات مالية معقدة وكبيرة في البنوك الأجنبية هناك من خلال استغلال اسمها ونفوذها الممنوح من بعض السلطات.
وفي النهاية ما النتيجة التي تواجه بعض الفتيات اللواتي يسقن الى البيع والتجارة باجسادهن ؟
أن هناك بعض الفتيات لقين حتفهن هنا من تناولهن لمشروبات مسمومة وضعت لهن خصيصا من أجل التخلص منهن عند فشلهن في مهمة تكلف بها فيتخلص منها صاحب العمل من خلال تناولها لمشروب مسموم . وهذه العادة معروفة جيدا نتيجة لنهاية مومس او الاصابة بمرض كالايدز الذي سرعان ما تصاب به حتى يسارع صاحب العمل ايضا للتخلي عنها او حتى من خلال قتلها للاستيلاء على اموال لديها لعدم توفر الحماية لهن وغيرها الكثير من الوسائل التي يتم من خلالها التخلص من هذه الفتيات عندها ينتهي العمل الذي قامت به او انها غدت غير صالحة لاعمال الدعارة بسبب المرض او العمر او حتى ايجاد البديل الاجمل شكلا .
في الوقت الحالي ويوما عن يوم تتوسع ظاهرة الدعارة وارتفعت معدلاتها في أوساط الطالبات الجامعيات بشكل مخيف خاصة وهن يتخوفن من البطالة بعد نهاية الدراسة ولهذا فهن يمارسن الدعارة كوسيلة لكسب المزيد من المال أو الحصول علي منصب مهم في احدي المؤسسات الكبرى او وظيفة مقبولة حتى وقد توسعت الظاهرة في النشاط التجاري دعارة تنشط في دول العالم واكثرها في الدول النامية وان أرباحه كما تقول المصادر أنها خيالية وهي تستغل الملاهي وبيوت اللهو أليلية كمراكز تمارس فيها تجارتها. ملايين من الاطفال غير الشرعيين يولدون سنويا بتسهيلات كبيرة من الحكومات ربما وان هناك أكثر من مما اضطر الحكومات إلي تخصيص ميزانية كبيرة لبناء مراكز استيعاب هؤلاء الأطفال زيادة علي تحول بعض البلدان والمجتمعات إلي بلدان معرضة إلي كارثة بسبب مرض فقدان المناعة الايدز. الذي ترتفع معدلات المصابين به يوما عن يوم .